إظهار الرسائل ذات التسميات علوم الحديث. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات علوم الحديث. إظهار كافة الرسائل
الاثنين، 15 أبريل 2019
الخميس، 4 أبريل 2019
المحاضرة التاسعة في علم التخريج دة. هاجر جميل
بسم الله الرحمن الرحيم
المحاضرة التاسعة في مادة:
علوم الحديث فوج ¾
**************************
« طرق التخريج (تتمة) »
· الطريقة الثانية (تتمة):
« التخريج عن طريق معرفة موضوع الحديث (تتمة) »
§ مميزات هذه الطريقة:
1) القدرة على الوصول إلى الحديث وإن لم يعرف لفظه بتمامه ، فمعرفة موضوعه ومعناه يكفي في ذلك.
2) إمكانيه الإطلاع على عدد مهم من أحاديث الباب الواحد المتعلقة بموضوع الحديث.
3) تكوين ملكة فقهيه لدى المخرج بسبب كثرة استعماله لهذه الطريقة.
4) إمكانية الاطلاع على أقوال الصحابة والتابعين المتعلقة بموضوع الحديث في المصنفات الحديثية.
§ أما المآخذ على هذه الطريقة:
1) الإعتماد على هذه الطريقة لا ينتهي إلى استقرار تام لتخريج الحديث ، لأجل أن الأبواب الفقهية لا تشترط رواية جميع الأحاديث المتعلقة بها.
2) الحاجة إلى الإلمام بجميع الموضوعات التي يثيرها الحديث المراد تخريجه للوقوف على مواضعه في كتب الحديث.
3) إقصاء هذه الطريقة لكثير من كتب المسانيد والمعاجم التي ضمت عدداً مهما من الأحاديث المفيدة في موضوعات الحديث وتخريجه.
· الطريقة الثالثة:
«التخريج عن طريق معرفة أول لفظ من متن الحديث»
إن تخريج الحديث حسب هذه الطريقة يتطلب من المخرج أن يكون حافظا لبداية الحديث ، ثم يراجع له الكتب التي رُتبت فيها الأحاديث على أوائلها ترتيبا –ألفبائيا – أي على حروف المعجم ، ومعظمها كتب غير أصلية.
ولهذه الطريقة مصنفات وكتب تعين الباحث على الوصول إلى الحديث أو الأثر وهي على ثلاثة أنواع :
§ النوع الأول : الكتب المصنفة على أوائل الأحاديث المرتبة على حروف المعجم :
~ " الجامع الكبير " ، المسمى بجمع الجوامع (قسم الأقوال) لجلال الدين السيوطي (ت911هـ)
~ " الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير " ، للإمام السيوطي جمع فيه ما يزيد على 10 آلاف حديث رتبها على حروف المعجم.
~ " زيادات الجامع الصغير " ، للسيوطي أيضا ، وفيه الأحاديث التي فاتته من الجامع الصغير ، مرتبة على حروف المعجم.
~ " صحيح الجامع الصغير وزيادته " ، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ، رتبه على الحروف ورقمه وحكم على الاحاديث بالصحة أو الحُسن ، ووَضع عليها رموز الجامع و بعض التعليقات المفيدة.
~ " ضعيف الجامع الصغير وزيادته " ، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ، رتبه على الحروف ورقمه وحكم على أحاديث.
§ النوع الثاني : الكتب المصنفة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة :
وُجدت كتب جمعت الأحاديث المشتهرة على ألسنة الناس مرتبة على حروف المعجم بحسب أوائل الأحاديث مع بيان درجتها بقصد تيسير الوصول إليها والوقوف على مدى ثبوتها .
ومن هذه الكتب:
~ " اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة مما ألفه الطبع وليس له أصل في الشرع " ، للحافظ ابن حجر (ت852هـ) ، والكتاب لم يُطبع بَعدُ ، إلا أن كثيراً من مادته أوردها العجلوني في كشف الخفاء.
~ " المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة " ، للسخاوي (ت902هـ) ، وهو مرتب على حروف المعجم.
~ " الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة " ، لجلال الدين السيوطي (ت911هـ) ، والكتاب مطبوع ومرتب على حروف المعجم. يذكر من أخرج الحديث ويبين رتبته غالبا.
إذا أراد الباحث أن يخرج حديثاً من كتب هذين النوعين لهذه الطريقة فيجب عليه اتباع المراحل الآتية:
أ) حفظ الباحث بداية الحديث الذي يريد تخريجه.
ب) ثم البحث عنه في حرفه في هذه الكتب فإن وُجد فيه:
ج) فلينقل مِن هناك مَن ذُكر من مخرجي ذلك الحديث إلى ورقه مسودة.
د) ثم ينظر فهارس الكتب المذكورة لمعرفة موضع الحديث فيها إن وُجدت لها فهارس.
وإلا فينظر كيف رتب أولئك المخرجون كتبها ، فإن رتبوها على أسماء الصحابة مثلا ، فليبحث في كتبهم عن ذلك الحديث في مسند ذلك الصحابي الذي رواه ، وإن رتبوها على الأبواب الفقهية والموضوعات العلمية ، فليستنبط من الحديث موضوعه ، ثم ليبحث عنه في تلك الكتب في باب ذلك الموضوع.
هـ) ثم ينقل الحديث من تلك الكتب بأسانيد متنوعة على مسودة.
و) ثم يعمل شجر لسان.
ز) ثم يدون أسانيده و طرقه.
مـثـال: من جمع الجوامع للسيوطي 1/857
" نفقه الرجل على أهله صدقه " حم ت عن أبي مسعود البدري ، طب عبد الله بن أبي أوفى والخرائطي في مكارم الأخلاق عن عبد الله ابن مغفل.
بين لنا السيوطي في هذا الحديث أنه مُخرج عند أحمد والترمذي كلاهما عن أبي مسعود البدري ، و أخرجه الطبراني في المعجم الكبير عن عبد الله بن أبي أوفى ، وأخرجه والخرائطي في مكارم الاخلاق.
في مسند الإمام أحمد نبحث عن إسم أبي مسعود البدري في الفهرس ، حينها سنجد أحاديثه في الجزء الخامس صفحة 118 و 272 ، وبعد البحث في أحاديثه سنجد الحديث المراد تخريجه في 5/273 بلفظ: " نفقة الرجل على الأهل يحتسبها صدقة ".
وفي جامع الترمذي الموضوع على حسب الأبواب الفقهية سنجتهد في استنباط الموضوع المناسب لقضية الحديث والموجود ضمن موضوعات الترمذي فيكون الظن متردداً على الغالب بين النكاح أو كتاب البر والصلة لأن الموضوع في فضل الصدقة على الأهل و بعد البحث سنجده في 4/344 رقم 1965 ان الترمذي يقول حسن صحيح.
أما في المعجم الكبير للطبراني الموضوع على مسانيد الصحابة مرتب على حروف المعجم فإننا سنبحث عن الحديث في مسند عبد الله بن أبي أوفى ، فإن لم نجده عرفنا أنه قد يكون في الأجزاء المفقودة من الكتاب.
أما كتاب مكارم الأخلاق للخرائطي (ت327هـ) ، فإنه لما كان مختصا بمكارم الأخلاق فإننا سنتتبع أبوابه التي وضعت فيه لنبحث عن الحديث حينها سنجد أنه في الصفحة 14.
§ النوع الثالث : المفاتيح والفهارس التي صنفها العلماء والباحثون :
وفكرة هذه الفهارس قصد عدد من العلماء المتأخرين لوضع مفاتيح وفهارس لكتب معينة ، رتبت فيها الأحاديث على حروف المعجم ، تقريبا للأحاديث وتيسيرا للوصول إليها ومن هذه المفاتيح والفهارس :
1. " مفتاح الصحيحين " ، للتوقادي رتب فيه أحاديث الصحيحين على حروف المعجم وأضاف إليهما شرح القسطلاني و العسقلاني وشرح العيني و شرح النووي على صحيح مسلم ، كلها على حروف المعجم ، وقد ذكر في فهرسته ، الكتاب و رقم الباب فإذا لم يوافق المخرج التوقادي في الطبعات التي اعتمدها فله أن يستفيد منه من خلال الرجوع إلى الكتاب والباب .
2. " مفتاح الترتيب لأحاديث تاريخ الخطيب " ، لأحمد بن الصديق الغماري ، فهرس فيه لجميع الأحاديث الموجودة في تاريخ بغداد للخطيب في نحو 90 صفحه والأحاديث في الأصل وصلت في صفحاتها حوالي 7000 صفحة وقد قسم الأحاديث إلى قسمين قولية ، وفعلية .
~ أما القولية : فمرتبة على حروف المعجم يُورد طرف الحديث ويذكر رقم الجزء والصفحة التي توافيها .
~ أما الفعلية : فمرتبة على أسماء الصحابة المرتبين على حروف المعجم ، فيورد اسم الصحابي مرتبا على حروف المعجم ، ويذكر بجانبه اسم الموضوع الذي يختص به الحديث ، ثم يذكر رقم الجزء والصفحة التي هو فيها .
والأحاديث المكررة عند الخطيب والمذكورة في بعض المواضع بغير اللفظ المعروف ، يكررها الغماري و يوردها في الحرف الذي تعلق بها ، ثم يُعيد الحديث بلفظه المشهور ، ليعين ذلك على جمع طرق الحديث والحكم عليه من حيث الصحة والضعف ويمكن من معرفه عدد من رواه .
3. فهرس أحاديث صحيح مسلم القولية للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ،رتب فيها أحاديث مسلم على حروف المعجم ، فيذكر عند الحرف طرف الحديث الذي تعلق أوله به وبجانبه رقم الصفحة من الطبعة التي حققها الأستاذ نفسه ، إن أراد الباحث أن يخرج حديثا من المفاتيح والفهارس فعليه أن يكون عارفاً باللفظ الأول للحديث ، حينها سيدله المُفهرس على طرفه ورقم الصفحة التي هو فيها في مصادره التي تعلقت الفهرسة بها .
§ مميزات هذه الطريقة:
1. إمكانية استعمالها للمتخصص وغيره فهي يسيرة وسهلة.
2. كثرة فهارس الكتب الحديثية ، فاغلب الكتب الحديثية المطبوعة لها فهارس ترتب أطراف حديثها .
§ وأهم المآخذ :
تغير مطلع الحديث في عدد من الروايات المتعددة في الحديث الواحد ، مما قد يصعب الوقوف على الحديث .
· الطريقة الرابعة:
«التخريج عن طريق لفظة غريبة من الحديث»
إن تخريج حديث ما حسب هذه الطريقة يفرض على الباحث أن يكون عارفا بكلمات الحديث الغريبة ، و قليلة الاستعمال أو المهمة ، أي المعبر بها عن مضمون الحديث ، مثل كلمتي: كذب و متعمدا ، في حديث "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" ،ثم يراجع له الكتب التي فهرست فيها الأحاديث على ألفاظ الحديث الغريبة ، أو التي لها أهمية في ذلك الحديث ورتبت فيها تلك الألفاظ على النظام الألفبائي ، وهذه الكتب على نوعين ، هما:
1. كتب غريب الحديث .
2. كتب المعاجم والفهارس .
وكتب غريب الحديث المقصودة في هذه الطريقة ، هي الكتب التي قصد مؤلفوها إلى شرح غريب أحاديث يروُونها بأسانيدها ، والغالب أن الألفاظ الغريبة ترد على غير ترتيب معين ، مما يُصعب التعامل معها ، إلا أن مُحققي هذه الكتب ، جعلوا لها فهارس على حروف المعجم سهَّل استعمالها ويسَّر الوصول إلى الحديث فيها .
و من هذه الكتب:
~ " غريب الحديث و الأثر " ، لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي البغدادي (ت224هـ) .
~ " غريب الحديث " ، لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت276هـ) .
~ " غريب الحديث " ، لإبراهيم بن اسحاق الحربي البغدادي (285هـ) ، طُبع ما وُجد منه .
وإذا أراد الباحث أن يُخرج حديثا من كتب غريب الحديث ، فله أن يختار كلمة غريبة منه ويبحث عنها في فهرس الكلمات الغريبة ، فتدله على الصفحة ، وحين الرجوع إليها سيجد الحديث بسنده مع إضافات من المحقق تُعينه على مزيد من التخريج .
تمت المحاضرات بحمد الله
السبت، 30 مارس 2019
المحاضرة الثامنة في علم التخريج دة. هاجر جميل
بسم الله الرحمن
الرحيم
المحاضرة الثامنة
في مادة:
علوم الحديث فوج ¾
**************************
« طرق
التخريج (تتمة) »
·
كتاب "تحفة الأشراف في معرفة الأطراف" :
~ اشتمل على أطراف 14 كتابا و ملحقا
~ بلغ عدد الصحابة الذين لهم رواية في هذه
الكتب وملحقاتها 986
~ بلغ عدد التابعين الذي لهم الرواية في هذه
الكتب 405
~ بلغ عدد أحاديث التحفة مع المكررات 19626
مسندا ومرسلا
~ وأقام الحافظ المزي تحفته على ثلاث كتب سبقته
:
1- "أطراف
الصحيحين" لأبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي (ت401هـ).
2- "أطراف
الصحيحين" لأبو محمد الواسطي خلف بن محمد بن علي (ت401هـ) .
3- "الإشراف على معرفة الأطراف" لأبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله
بن عساكر الدمشقي (ت571هـ).
رتب الحافظ المزي أسماء الصحابة على حروف
المعجم في الصحابة المكثرين من الرواية ، و ليُسهل الوقوف على الصحابة المكثرين في
الرواية يُرتب الرواة عنهم على حروف المعجم .
وقد وضع المحققان فهرساً كاشفاً لأسماء الرواة
، والتزما في الرواة المكثرين أن يضعا قبل الصحابي رقما يدل على ترتيبه بين
الصحابة ، ويضع قبل التابعي نجمة ، وقبل
تابع التابعي نجمتين.
مثال على ذلك:
663 أبو هريرة الدوسي 2343 --> عدد الأحاديث
* ذكوان أبوا صالح السمان 588
** سليمان الأعمش 224
*** أبو معاوية الضرير 52
· وللكتاب طبعتان:
الطبعة الأولى: طبعة عبد الصمد شرف الدين ،
وطبع مع هذه الطبعة كتاب آخر لابن حجر " النكت الظراف على الأطراف".
والطبعة الثانية: بشار عواد.
وكتاب تحفة الإشراف للحافظ المزي يقع في 14 مجلداً
، والمجلد الرابع عشر عبارة عن كشاف وفهارس للكتب والأبواب للكتب الستة ، وميزة
تحفة الإشراف أنه كتاب يُيسر الوصول إلى للحديث في المصادر الأصلية ، فهو من المراجع
التي يخرج بها ولا يخرج منها ، أي أنه واسطة بين الباحث و المصادر الأصلية ، ولا يصاغ إلى التخريج منه إلا في حالة عدم وجود الحديث في الكتب
الأصلية ، لسقط في الأصل أو لغير ذلك من الأسباب .
· الرموز:
ع = للجماعة في كتبهم الستة .
خ = للبخاري في صحيحه مسندا.
خـت = للبخاري في صحيحه معلقا .
م = لمسلم في صحيحه .
د = لأبي داود في سننه .
مـد = لأبي دود في مراسيله .
ت = للترمذي في سننه .
تـم = للترمذي في شمائله .
س = للنسائي في سننه .
سـى = للنسائي في عمل اليوم و الليلة .
ق = لأبي ماجة القزويني في سننه .
ز = زيادات المزي على سابقيه .
ك = استدراكات المزي على ابن عساكر .
~ أما الكتب التي قل استعمالها فذكرها بأسمائها كالتالي:
م = في المقدمة .
س = في الكبرى .
د = في المراسيل .
ت = في العلل الصغيرة .
س = في خصائص علي .
· كيفية التخريج من تحفة الاشراف:
عند تخريج الحديث من هذا الكتاب ، ننظر في سند
الحديث لنعرف من خلاله اسم الصحابي وبأي حرف يبدأ ، لنبحث عنه في موضعه من الكتاب
، فإن كان الصحابي مكثراً نظرنا في اسم الراوي عنه على أي حرف هو ، ثم بحثنا في
الرواة عن الصحابي نفسه ، فإن كان اسم الصحابي مبهما نظرنا في المبهمين على ترتيب
من روى عنه من التابعين وهكذا.
أما إذا كان أثرا مرسلا ، فنبحث عنه في آخر
الكتاب في جزء المراسيل ، ضمن صاحب الأثر وعندما نقف على الحديث المراد تخريجه ،
نجد أن المزي رحمه الله ، يُعلم على كلمة حديث برموز من أخرجه من أصحاب الكتب
الستة ، ثم يَسوق طرفه الدَّال على بقيته ، ثم بعد ذلك يذكر أسانيد الذين أخرجوه ،
والموضع الذي أُخرج فيه من تلك الكتب ، ليَرجع إليه من أراد .
ومثالا على ذلك :
أخرج
البخاري في صحيحه عن أبي نعيم عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر و إبراهيم بن
ميسرة كلاهما عن أنس رضي الله عنه قال: " صليت الظهر مع النبي صلى الله عليه
وسلم بالمدينة أربعا وصليت معه العصر بدي الحليفة ركعتين ".
عند البحث
عن هذا الحديث في التحفة ، ننظر في مسند أنس ، وبما أنه من المكثرين ، فأيسر السبل
أن ننظر في من روى عنه ، فنجد محمد و إبراهيم ، فنبحث في إبراهيم لأن حرفه الأول
هو الألف .
حين
نجد الحديث نجد المزي يرمز له ب: خ م د ت ، ثم يذكر طرف الحديث ثم يبدأ بتفصيل الرموز :
خ = في الصلاة عن أبي نعيم عن سفيان عن محمد بن
المنكدر و إبراهيم كلاهما عن أنس .
م = فيه عن سعيد بن المنصور .
د = فيه عن زهير
بن حرب .
ت و س = عن قتيبة .
ثلاثتهم عن
سفيان بن عيينة وقال ت صحيح .
كما نلاحظ أن محقق الكتاب يضع إيضاحات بين
قوسين () . بعض هذه الإيضاحات تذل على رقم الباب في كتاب الصلاة ، ورقم الحديث في
ذلك الباب ، وقد وضع كشافا طبع مع الكتاب ، بيَّن فيه الطبعات التي اعتمدها في
الإحالات ، وطريقة ترقيمه للأبواب لا غنى للباحث عنها في تحفة الأشراف ، حيث يسمي
له الباب الذي رقم له في أثناء التحفة ، وبذلك يعرف الحديث في أي باب هو ، فيُرجع
إليه في أي طبعة كانت ، حتى ولو إلى غير الطبعة التي اعتمدها المحقق .
و قبل أن ننتقل إلى الطريقة الثانية يحسُن بنا
أن نتعرف على مميزات هذه الطريقة ، أي التخريج عن طريق معرفة الراوي الأعلى للحديث
، ونتعرف على بعض المآخذ التي قيدها بعض الباحثين عليها .
~ فمن
مميزات هذه الطريقة:
- سهولة
العثور على الحديث وإن كان مرويا بالمعنى أو مختصرا أو مقطعا.
- جمع المسانيد و المعاجم لأحاديث كل صحابي في
مكان واحد .
- جمع كتب الأطراف لأسانيد الحديث المتعددة من
كتبها التي كانت أصلا في روايتها . مما يُمكن من دراسة الحديث ومعرفة نوعه أمشهور
هو أم عزيز أم غريب.
- دلالة كتب الأطراف على مصنفات الحديث التي
أخرجت الحديث وروته مع بيان مواضعها فيه .
- بيان كتب الأطراف لعدد مرويات كل صحابي في
الكتب المصنفة في الحديث ، والتي عنيت كتب الأطراف بفهرستها.
~ أما المآخذ على هذه الطريقة فأهمها:
- استحالة اعتماد هذه
الطريقة في التخريج إن لم يعرف الراوي الأعلى للحديث.
- حصول المشقة للباحث عن أحاديث الرواة
المكثرين من الرواية .
- حصول المشقة للباحث عن أحاديث راو مبهم ، كأن
يأتي في سند الحديث: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
- عدم التمكن من التعرف على شواهد الحديث إن
كانت لتفرق الأحاديث حسب أسماء الرواة .
- تكرار الحديث في مواضع عديدة في المسانيد و
المعاجم و الأطراف ، والسبب في ذلك إلتزام هذه الكتب إيراد الطرق المختلفة للحديث .
- اختلاف مناهج أصحاب المسانيد في ترتيب أسماء
الصحابة ، فيحتاج المخرج منها إلى التعرف على كيفية ترتيب كل مسند .
- جمع المسانيد و المعاجم لأحاديث كل صحابي في
مكان واحد لا يستوعب جميع رواياته .
- غالبا لا يذكر الحديث في كتب الأطراف بلفظه
الذي هو في المصادر الأصلية.
« الطريقة الثانية في التخريج »
· التخريج عن طريق معرفة موضوع الحديث:
المقصود من موضوع الحديث هو ما يحتوي عليه
الحديث من معنى وحكم ، كأن يكون الحديث في عقيدة من العقائد ، أو في حكم فقهي يتعلق
بالعبادات ، كالصلاة و الزكاة أو بالمعاملات أو بالآداب أو غيرها من الموضوعات
العلمية.
وشرط استعمال هذه الطريقة القدرة على الفهم و المعرفة
بموضوعات الأحاديث ، و التمكن من استنباط قضايا الحديث ، وهي طريقة قد تكون صعبة
بالنسبة للمبتدئ الذي ليست لديه خبرة بالأحاديث وموضوعاتها ، وبكتب الحديث وبمناهج
مصنفيها ، ويُلجؤ إلى هذه الطريقة بالخصوص عند تعذر استحضار لفض الحديث ، أو عند
الاختصاص بموضوع معين في بحث من الأبحاث العلمية .
ولنأخذ بعض الأمثلة لنتعرف على مواضع الحديث
الواحد في مصادر الحديث المتعددة:
قال
رسول الله صلى الله عليه: « كان زكريا
عليه السلام نجارا » ، هذا الحديث أخرجه مسلم وابن ماجة والحاكم ، وأما مسلم فأخرجه
في صحيحه في كتاب الفضائل ، باب فضائل زكريا عليه السلام ، وأخرجه ابن ماجه في
سننه كتاب التجارات باب الصناعات ، و أخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب التاريخ
باب ذكر زكريا بن آدن عليه السلام .
~ والكتب التي تعتمد في هذه الطريقة:
1.
مصنفات أصلية:
جمعت موضوعات
الدين أو بعضها وهي ثلاث أقسام :
أ.
مصنفات جمعت موضوعات الدين أو أكثرها كالصحاح و الجوامع.
ب.
مصنفات جمعت بعض موضوعات الدين كالسنن و المصنفات
و الموطآت .
ج.
مصنفات اختصت بموضوع معين في الدين ، كالإيمان و الزهد
والأدب .
وهذه مصادر أصلية يُخرج منها .
2.
مصنفات فرعية:
جمعت موضوعات الدين أو بعضها ، وهي مؤلفات
مرتبة على الأبواب ، مثل جامع الأصول لابن الأثير و كنز العمال
للمتقي الهندي.
وهذه التي يُخرج بها أي يستعان بها على
التخريج من المصنفات الأصلية ، ولا يخرج منها إلا عند تعذر التخريج عند المصدر الأصلي
.
3.
الفهارس الموضوعية:
مثل "مفتاح
كنوز السنة " لفِنسِنك، وهذه يُخرج بها ولا يُخرج منها، إلا عند تعذر التخريج
من المصدر الأصلي
4.
الموسوعات و البحوث الموضوعية:
مثل
موسوعة الحج و العمرة للدكتور عبد الملك قاضي ، والبحوث الموضعية الأكاديمية ، وهذه
يُخرج بها ولا يخرج منها ، إلا عند تعذر المصدر الأصلي .
ويمكن
أن نضيف إلى هذه الكتب أيضا كتب المستخرجات والمستدركات والزوائد وشروح الحديث وكتب
التخاريج.
~التعريف ببعض
كتب هذه الطريقة:
1.
التعريف بصحيح الإمام البخاري (ت256هـ) :
والإسم الذي اختصه به: " الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه" ، وقد جعله مرتبا على الأبواب مبتدأ بكتاب "بدء الوحي"
، منتهيا بكتاب " التوحيد" وعدد كتبه 97 كتابا وجعل شرطه فيه: الصحة ،
مع بيان الفقه العام للحديث.
2.
التعريف بسنن أبي داوود السجستاني (ت275هـ) :
واسم كتابه " السنن" وهو معروف عند
أصحاب الفهارس بمصنف أبي داوود ، وقد جعله مرتبا على الأبواب الفقهية ، إذ جعله
مختصا بالأحكام الفقهية على جهة الاستقصاء و التتبع ، مبتدأ بكتاب " الطهارة
" ومنتهيا بكتاب " الآدب " وعدد أبواب سننه 40 بابا ، وعدد أحاديثه
4800 حديث ، انتقاها من 100 ألف حديث.
3.
جامع الأصول في أحاديث الرسول لابن أثير المتوفي (ت606هـ) :
جمع
أحاديث الكتب الستة وهي البخاري ومسلم وأبي داوود و الترمذي و النسائي وجعل مكان
ابن ماجة موطأ الإمام مالك ، وقد جعله مرتبا على المواضيع(الطهارة والصلاة والزكاة
......) ، ورتب المواضيع على حروف الهجاء ، وقد حدف أسانيد الأحاديث إلا اسم الصحابي
، وشرح غريب الحديث ، وعدد أحاديثه 9523 حديثا.
4.
كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للمتقي الهندي
البرهان فوري المتوفي (ت975هـ) :
رتب أحاديث الجامع الكبير و الجامع الصغير
وزياداته للسيوطي على الأبواب والموضوعات العلمية ، فاصل هذا الكتاب جمع المتقي
الهندي كتب السيوطي الثلاثة : جمع الجوامع المعروف بالجامع الكبير والجامع الصغير
الذي اختاره من جمع الجوامع من جهة الاختصار
، وأضاف إليها ثالثاً وهو زيادة الجامع الصغير للسيوطي ، أضاف فيه زيادات على ما جاء به من الأحاديث
الوجيزة في الجماع الصغير ، بعد أن بوب كتب السيوطي ، قام بترتيب عناوين الكتب على
حروف المعجم ، على نسق ترتيب ابن أثير، ويعتبر هذا الكتاب أضخم موسوعة حديثة مرتبة
على المواضيع ، ولا غرابة في هذا الوصف فالحافظ السيوطي قصد جمع السنة
النبوية كلها ،بلغ عدد الأحاديث والآثار فيه
46624.
5.
مفتاح كنوز السنة للمستشرق الهولندي
أرند جان فِنْسِنْك (ت1358هـ) :
بدأ فِنْسِنْك في عمل معجم مفهرس لألفاظ الحديث الشريف مستعيناً بعدد كبير من
الباحثين وتمويل من أكاديمية العلوم في أمستردام ومؤسسات هولندية وأوروبية أخرى. وأصدر
هذا الكتاب في فهرسة الحديث ، ترجمه محمد فؤاد عبد الباقي بعنوان ( مفتاح كنوز السنة)
مع تصحيحه وتنقيح نصوصه، وفهرس هذا الكتاب لموضوعات أربعة عشر كتاباً من كتب السنة
، وهي الكتب الستة والموطأ وسن الدارمي ومسند أحمد ومسند الطيالسي ومسند زيد ابن علي
وطبقات ابن سعد وسيرة ابن هشام ومغازي الواقدي ، ويعتبر كتابه أول فهرس موضوعي للأحاديث
النبوية .
قال أحمد شاكر مبينا منهج مفتاح
كنوز السنة : " وقد رتب الأستاذ ونسنك كتابه على المعاني والمسائل العلمية والأعلام
التاريخية وقسم كل معنى أو ترجمة إلى الموضوعات التفصيلية المتعلقة بذلك، ثم رتب عناوين
الكتاب على حروف المعجم، واجتهد في جمع ما يتعلق بكل مسالة من الأحاديث والآثار الواردة
في هذه الكتب" .
فمن قصد البحث عن أحاديث في موضوع معين ، قد يصعب عليه أن يحدد مواضعها في كتب
السنة لاختلاف مناهج أصحابها في عرض الأحاديث. لكن فِنْسِنْك سهل هذا الأمر بفهرسته
لموضوعات تلك المصادر ، وتقسيمه لتلك الموضوعات إلى موضوعات وقضايا جزئية يورد تحتها
الأحاديث والآثار الموجودة في تلك المصادر.
وللإستفادة من هذا الكتاب لابد من
اعتماد طبعات المصادر التي اعتُمدت فيه ، فإذا لم يمكنك ذلك عليك عندئذ الإستعانة
بكتاب " تيسير المنفعة " للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ، الذي رقم فيه الأبواب والأحاديث بنفس الترقيم الذي في
الكتب الثمانية التي هي من أصل الكتب الأربع عشرة السالف ذكرها.
·
الرمــوز التي اعتمدها فـــنـــســــنـــــك:
- صحيح البخاري (بخ) والرقم بعده هو رقم الكتاب، ورقم
الباب .
- صحيح مسلم(مس) والرقم بعده هو رقم الكتاب، ورقم
الحديث في ذلك الباب .
- سنن أبي داود(بد) والرقم بعده هو رقم الكتاب، ورقم
الباب
- سنن الترمذي (تر) والرقم بعده هو رقم الكتاب، ورقم
الباب .
- سنن النسائي (المجتبى)(نس) والرقم بعده
هو رقم الكتاب، ورقم الباب.
- سنن ابن ماجه(مج) والرقم بعده هو رقم الكتاب، ورقم
الباب.
- سنن الدارمي (مي) والرقم بعده هو رقم الكتاب، ورقم
الباب.
- موطأ مالك (ما) والرقم بعده هو رقم الكتاب، ورقم
الحديث في ذلك الباب.
- مسند أحمد (حم) والرقم بعده هو رقم الجزء، ورقم الصفحة.
- مسند الطيالسي (ط) والرقم بعده هو رقم الحديث .
- مسند زيد بن علي (ز) والرقم بعده هو رقم الحديث.
- الطبقات الكبرى لابن سعد (عد) والرقم بعده
هو رقم القسم إن وُجِدَ، ورقم الجزء، ورقم الصفحة.
- سيرة ابن هشام (هش) والرقم بعده هو رقم الصفحة.
- المغازي للواقدي (قد) والرقم بعده هو رقم الصفحة.
رموز أخرى فيه:
ك = كتاب
ب = باب
ح = حديث
ص = صفحة
جـ
= جزء
ق
= قسم
قا = قابل ما
قبله بما بعده
م م م =
فوق العدد من جهة اليسار تدل على أن الحديث مكرر عدة مرات مثال: 786م م م.
رقم صغير
= فوق الباب أو الصفحة
يعني تكرر الحديث بقدره فيهما .
(24) = الرقم الصغير فوق العدد من جهة اليسار يدل على أن الحديث
مكرر بقدره في الصفحة وفي الباب.
مثال من موضوع (الأئمة) نجد تحته عنوان السمع والطاعة في غير المعصية تحت العنوان
، الرموز التالية :
1 ب 95 ك، 4 ب 935، 59 ب 64ك ، 111 قا 109و 108 ب 565 بخ
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب 108 السمع وطاعة الامام وباب
109 بأن يقاتل من وراء الامام ويتقى به وقابل مع باب 111 باب عزم الامام على الناس فيما يطيقون وكتاب المغازي باب 59 وكتاب الاحكام باب
4 السمع والطاعة للامام ما لم تكن معصية وكتاب أخبار الاحاديث 1 ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الاذان والصلاة.
تمت
المحاضرة بحمد الله
الاشتراك في:
الرسائل
(
Atom
)